في اجتماعه الاستثنائي تداول المكتب السياسي ما دار في اجتماع لجنة الاتصال المكلفة من قوى الحرية والتغيير وقيادة المجلس العسكري الإنتقالي، وتوصل إلى أن المجلس يتمسك بالسلطة ويتماطل في تسليمها لقيادة قوى الحرية والتغيير ومجلسها السيادي المقترح لقيادة السودان في الفترة الإنتقالية. إن محاولة الالتفاف على الثورة وتأخير تسليم السلطة يزيد من التوتر بين قوى الإنتفاضة وجماهيرها المعتصمة أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وبأقاليم السودان المختلفة ويزيد من معاناة شعب السودان الذي عانى تحت حكم الإنقاذ ثلاثة عقود حسوماً، وفي نفس الوقت يزيد من عزيمة الثوار لتصعيد النضال والانتقال لمراحل أكثر تعقيداً.
لقد فجرت جماهير الشعب السوداني انتفاضة عارمة بعد تراكمها عبر ثلاثون عاماً سجون وتعذيب وقتل وتشريد ومواكب ومظاهرات وانتفاضات وخلالها وقعت قياداتها السياسية المعارضة عهود ومواثيق وبرنامج ودستور لفترة انتقالية حددت فترتها بأربع سنوات تحل فيها قضايا ثلاثون عاماً من الظلام حروباً وتدهوراً في الاقتصاد وفي العلاقات الاجتماعية والسياسية، وتتوافق فيها على تفكيك مؤسسات الدولة العميقة وقضاياها المتشعبة، وتقيم فيها العدالة بالمحاكمات العادلة وتحل فيها الضائقة المعيشية ببرنامج إسعافي ثم مؤتمر دستوري تحدد فيه كيف يتم حكم السودان وتختم فترتها الانتقالية بالانتخابات الحرة والنزيهة.
يقود هذه الفترة الانتقالية مجلس سيادي مدني تتوافق عليه قوى الانتفاضة، وحكومة انتقالية من الكفاءات، ومجلس تشريعي يراقب اداءها وتشارك فيه كل القوى الممثلة في قوى الحرية والتغيير والموقعة على إعلانها ومواثيقها.
بالرغم من أن الانقلاب العسكري اعترض مسار الثورة وعطلها من تحقيق هدفها إلا أنها تتعامل مع قيادته بسلميتها من أجل المصلحة الوطنية العامة واقتلاع جذور الحكم الهالك مطالبة بتسليم السلطة لمؤسساتها المدنية. الخطوة الإيجابية بالاتفاق على أن قوى الحرية والتغيير هي الممثل الوحيد لقوى الثورة، إلا أن تمسك المجلس العسكري الإنتقالي بالقيام بأعمال السيادة والاستمرار في إدارة الدولة يؤكد على انقلابيته، فعليه تسليم السلطة والتفاوض مع المجلس السيادي المدني في كيفية تمثيل القوات النظامية في تشكيله مؤسسات الفترة الإنتقالية.
قوتنا في وحدتنا – عاشت وحدة قوى الإنتفاضة
عاش نضال شعب السودان
والمجد والخلود لشهدائه
25/4/2019
عاش نضال شعب السودان
والمجد والخلود لشهدائه
25/4/2019
0 comments:
إرسال تعليق