recent
أخرالاخبار

ذكاء اصطناعي يُسيّر أحدث طائرة مقاتلة في العالم، ويُتقن ذلك بما يكفي لإسقاط طيار بشري.

الصفحة الرئيسية
 مصدر الصورة صحيفة أفتونبلاديت السويديه   

طيار اصطناعي يُسقط طياراً بشريا في تدريب جوي قرب غوتلاند فى السويد

شهدت السويد تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الطيران الحربي، إذ نجح نظام ذكاء اصطناعي في التفوق على طيار بشري خلال معركة جوية تجريبية باستخدام طائرة مقاتلة من طراز ياس 39 غريبن.

ويُعتبر المشروع سابقة عالمية من حيث التكنولوجيا والتطبيق، ومن المتوقع أن يُحدث تحولًا جذرياً في مستقبل القتال الجوي، وفقاً لما قالته شركة “ساب” (Saab) السويدية المصنعة للطائرة لصحيفة افتونبلاديت.

معركة جوية حقيقية

في 28 مايو الماضي، أقلعت طائرة غاس 39 غريبن من مدينة لينشوبينغ وعلى متنها “سينتور” (Centaur)، وهو طيار اصطناعي ذاتي التعلم تم تطويره بالتعاون مع شركة “هلسينغ” (Helsing) الألمانية المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

قاد الطيار الحقيقي الطائرة حتى منطقة التدريب شمالي جزيرة غوتلاند، ثم سلّم القيادة بالكامل إلى الذكاء الاصطناعي.

جرت المعركة الجوية بين “سينتور” (Centaur) وطيارين سويديين محترفين ضمن نطاق القتال بعيد المدى (BVR)، حيث لا يرى الخصمان بعضهما بالعين المجردة، بل يستخدمان الرادارات والصواريخ الموجهة عن بعد.

ووفقاً لشركة ساب، كانت نتائج المعارك متقاربة، إذ تمكن الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات من إسقاط الطيار البشري.

يحاكي عقوداً من الخبرة

يعود تميّز الذكاء الاصطناعي إلى نظام تدريبي مبتكر، حيث تدرب “سينتور” من خلال محاكاة معارك جوية ضد نسخ من نفسه ملايين المرات، ما مكّنه من اكتساب خبرة تُعادل 50 عاماً من التدريب البشري المكثف خلال بضعة أسابيع.

وقال ماركوس واندت، رئيس قسم الابتكار في ساب وأحد الطيارين المشاركين في التجربة: “من غير المؤكد من سيفوز في هذه المواجهات الآن، لكن أتوقع أن يكون من الصعب على البشر الفوز في المستقبل القريب”.

تطوير برمجي سريع

أما الجانب الفريد في هذه التجربة، وفق ساب، هو أن الذكاء الاصطناعي دُمج مباشرة في نظام طائرة غريبن إي (Gripen E) الإنتاجية، وليس ضمن طائرات تجريبية كما حصل في دول أخرى.

وأوضح يوهان سيغيرستوفت، مدير برنامج غريبن، أن بنية الطائرة تسمح بفصل المكونات البرمجية عن الميكانيكية، مما يسهل تحديث الوظائف باستمرار دون الحاجة لإعادة تأهيل النظام بالكامل، واصفاً إياها بأنها “آيفون طائر”.

وقال سيغيرستوفت: “بينما يحتاج الآخرون إلى سنوات لتحديث تطبيق ملاحة مثلًا، يمكننا نحن القيام بذلك بشكل يومي”.

استخدامات مستقبلية في الطيران العسكري

رغم إثبات الذكاء الاصطناعي قدرته على القتال الجوي، لا تنوي ساب استبدال الطيارين البشريين بالكامل، بل تهدف إلى دعمهم في المهام الجوية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في قيادة طائرات غير مأهولة منخفضة التكلفة تُعرف بـ”الجناح المرافق“ (Loyal Wingman)، لتعمل بالتوازي مع الطائرات المأهولة.

وذكر بيتر نيلسون، رئيس قسم الأنظمة المتقدمة في ساب: “نستطيع تسليم هذه التقنية إلى سلاح الجو فورا إذا قرر مواصلة استكشاف هذا المجال. الجودة وصلت إلى هذا المستوى بالفعل”.

يحمل المشروع اسم “Project Beyond”، وهو مبادرة مشتركة بين شركة ساب السويدية وشركة هلسينغ الألمانية لاستكشاف استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة التهديدات المستقبلية.

ويأتي المشروع بتمويل كامل من مصلحة تجهيزات الدفاع السويدية (FMV)، ضمن برنامج استراتيجي لتطوير القدرات الدفاعية للسويد في مجال الطيران

المصدر: صحيفة أفتونبلاديت السويدية

google-playkhamsatmostaqltradent