عثمان نواي
ينظر الشباب الى ثورتهم التى تجرى منذ أربعة أشهر على أنها مخرج
الخلاص الوحيد لهم فى وطن لم يروا فيه طوال أعمارهم القصيرة سوى المرارات. وطن
كثيرا ما شبهه هذا الجيل الشاب ومن سبقه من أجيال بالحفرة التى هاجروا منها وفروا
منها فرارا عبر السنوات الماضية. وما ادل على ذلك من المظاهرات التى تصل اعدادها
الى الالاف للسودانيين المقيمين في الخارج. ان التغيير لشباب السودان الذى يخرج
الى شوارع الأحياء والمدن كل يوم ليس مجرد نشاط سياسي او ممارسة للاحتجاج، بل انه
الأمل الوحيد لهم فى حياة كريمة داخل وطنهم.
تأتى الدعوات الى مليونية ٦ أبريل فى ذكرى ثورة ١٩٨٥ التى أسقطت النميري، ولكن المطلوب من ثورة السودانيين الان فى ٢٠١٩ يتعدى ان يكون مجرد إسقاط رئيس ،بل هو حراك لإستعادة الوطن نفسه الى ايدى أبناءه الشرفاء، بعد ان اختطفه إرهابيين مجرمين لثلاثة عقود. ان واجب الساعة من الاجيال الاكبر سنا من عمر الأربعينات وما فوق خاصة داخل السودان، واجب الساعة هو الوقوف للتلاحم مع هذا الشباب الذى يدفع الان ثمن غالى ويخسر البعض أرواحهم وبعض أجسادهم بحثا عن الخلاص لهم ولابائهم. وبينما ان الصورة الطبيعية هى ان يضحى الآباء من أجل أبنائهم، الا انه فى السودان الصورة مقلوبة حيث يضحى الأبناء بدلاً عن آبائهم، وقد حان الوقت لهذه الصورة ان يتم تعديلها. ومليونية ٦ أبريل هى الفرصة الأكبر لكى يتم تغيير مسار الأمور نحو الطريق الصحيح وإنهاء هذا الخذلان التاريخى لشباب السودان واجياله القادمة . ولا يتم إنهاء هذا الخذلان سوى عبر خروج جميع فئات السودانيين الى الشارع نصرة لهذا الجيل الذى يثق فى انه قادر على صناعة مستقبل أفضل له وللاجيال التى سبقته . فحتى متى سوف يقف الآباء على قارعة الطريق متفرجين بينما يضحى الأبناء وبكل وعى وبكل حكمة اكبر من عمرهم واعمار آبائهم. هذا الجيل الذى قرر ان لا يختار الخلاص الفردى على الخلاص الجماعى لكل الوطن هو الذى يقف وحيدا فى وجه هذا النظام . وهاهم شبابا وشابات يقفون بكل جسارة فى وجه العنف والقتل عزلا الا من حلمهم وايمانهم بقدرتهم على تحقيق مستقبل أفضل لهم ولسواهم. وان هذه لهى الفرصة التاريخية الان لكى يتغير مسار الدولة السودانية من دولة النخبة المهيمنة لدولة المواطنة الكريمة المتساوية التى تحترم كل فرد من شعبها والتى كل فرد فيها مستعد للتضحية من أجلها. باختصار انها فرصة السودان الأخيرة فى ان يصبح وطنا حقيقيا.
تأتى الدعوات الى مليونية ٦ أبريل فى ذكرى ثورة ١٩٨٥ التى أسقطت النميري، ولكن المطلوب من ثورة السودانيين الان فى ٢٠١٩ يتعدى ان يكون مجرد إسقاط رئيس ،بل هو حراك لإستعادة الوطن نفسه الى ايدى أبناءه الشرفاء، بعد ان اختطفه إرهابيين مجرمين لثلاثة عقود. ان واجب الساعة من الاجيال الاكبر سنا من عمر الأربعينات وما فوق خاصة داخل السودان، واجب الساعة هو الوقوف للتلاحم مع هذا الشباب الذى يدفع الان ثمن غالى ويخسر البعض أرواحهم وبعض أجسادهم بحثا عن الخلاص لهم ولابائهم. وبينما ان الصورة الطبيعية هى ان يضحى الآباء من أجل أبنائهم، الا انه فى السودان الصورة مقلوبة حيث يضحى الأبناء بدلاً عن آبائهم، وقد حان الوقت لهذه الصورة ان يتم تعديلها. ومليونية ٦ أبريل هى الفرصة الأكبر لكى يتم تغيير مسار الأمور نحو الطريق الصحيح وإنهاء هذا الخذلان التاريخى لشباب السودان واجياله القادمة . ولا يتم إنهاء هذا الخذلان سوى عبر خروج جميع فئات السودانيين الى الشارع نصرة لهذا الجيل الذى يثق فى انه قادر على صناعة مستقبل أفضل له وللاجيال التى سبقته . فحتى متى سوف يقف الآباء على قارعة الطريق متفرجين بينما يضحى الأبناء وبكل وعى وبكل حكمة اكبر من عمرهم واعمار آبائهم. هذا الجيل الذى قرر ان لا يختار الخلاص الفردى على الخلاص الجماعى لكل الوطن هو الذى يقف وحيدا فى وجه هذا النظام . وهاهم شبابا وشابات يقفون بكل جسارة فى وجه العنف والقتل عزلا الا من حلمهم وايمانهم بقدرتهم على تحقيق مستقبل أفضل لهم ولسواهم. وان هذه لهى الفرصة التاريخية الان لكى يتغير مسار الدولة السودانية من دولة النخبة المهيمنة لدولة المواطنة الكريمة المتساوية التى تحترم كل فرد من شعبها والتى كل فرد فيها مستعد للتضحية من أجلها. باختصار انها فرصة السودان الأخيرة فى ان يصبح وطنا حقيقيا.
ان السودان العجوز، ذو العزيمة المهتزة ضعيف الثقة فى نفسه والذى
يختبئ خلف الدين والعنف هربا من تحديات بناء الوطن والدولة الوطنية، هذا السودان
العجوز الذى تمثله الاجيال السابقة هو الذى يجب ان يسقط تماما، والاباء عليهم ان
يعترفوا بفشلهم ويستسلموا لقيادة المستقبل على يد أبنائهم. هذا الفشل يبدأ من
البيوت ولا ينتهى فى الأحزاب السياسية الى المؤسسات الأهلية والدينية والطائفية
والقبلية والعسكرية ، انه الفشل فى صناعة الدولة الوطنية منذ الاستقلال الذى يدفع
ثمنه هذا الجيل الشاب. والذى لا يثور ليسقط نظام فقط بل لكى يصحح أخطاء ٦٠ عاما من
الفشل المستمر. لقد حان الوقت لكى يتم نقل القيادة والاعتراف بفشل الاجيال
السابقة. ولا سبيل للتكفير عن ذلك الفشل سوى بدعم ثورة الشباب التى تهز السودان من
أعماقه. ان هذه لحظة تاريخية لمنح فرصة للمستقبل بدلا عن الانغلاق فى الماضى
المظلم الذى يخنق كل فرص الوطن فى التغيير والتطور. لذلك فلتكن مليونية ٦ أبريل
بداية الطريق نحو تغيير حقيقي إيمانا بقدرة شباب السودان على تحقيق ما فشل فيه
آبائهم، والوصول الى وطن يحقق الكرامة لكل أبناءه.
nawayosman@gmail.com
nawayosman@gmail.com