الصادق المهدي يحبس نفسه في الماضي الى الابد


عثمان نواي
فى خطبة عودته إلى الوطن، تحدث المهدي عن الاحتباس الحراري. ولكنه عبر تجاوزه لحاضر اللحظة وهبات الجماهير في مدن السودان المختلفة، قد حبس نفسه فى الماضي واصبح فعليا خارج حاضر ومستقبل السودان الذى يتشكل الان. وكانت الردة الاهتزازية بموقف كثير من شباب حزب الامة بتجميد عضويتهم فى الحزب هى خط اول فى اعادة تعريف موقع الرجل من تاريخ السودان، لأنه اهم صناع الفشل في تاريخ السودان بامتياز. حيث انه بخطبته بالأمس أصبح تاريخا بلا محالة، ولن يكون مقبولا فى سودان اليوم والغد، فمن لم يشارك الشعب ثورته، فلن يشاركه انتصاراته المقبلة.
ومن المؤسف ان جماهير حزب الأمة وقفت واستمعت ولم تعترض علنا رغم التململ الواضح، ولكن يبدو ان الأنصار الان أيضا يعيدون تعريف موقعهم ككيان طائفي اولا، وليس حزب سياسي. وربما لذاك كانت ردة فعل الجماهير تشبه الحضرة بين قدمى الإمام العائد إلى أرض الوطن فى غياب ذهني شبه كامل وانعدام وعى باللحظة. لكن كل هذا الذى حدث بالأمس ربما هو نفسه نقطة تغيير جيدة، حيث تتم وضع الموازين الحقيقية للجماهير والفرز بين التى تحررت عقليا وتلك التى لازالت حبيسة الماضي.
ان اللحظة الراهنة فريدة من نوعها، فقد بدأ فيها الغضب من الولاية مسقط رأس البشير ومسقط رأس معظم قيادات الجيش والأجهزة الأمنية وتنظيم الإخوان المسلمين. ان ولاية نهر النيل تنتفض ليس فقط على الكيزان، بل على أبنائها و تختار ولادة جديدة لنفسها وتقبل أبناءها الجدد ، ومن حيث ولدت كوارث الإنقاذ هناك أيضا بدأ الحريق لهم، ننا يبسر بأنه سوف يكون حريق من المنبت. وفى هذا دليل على أن التغييرات القادمة مهما كانت الأحوال لن تشبه ابدا اى إسقاط نظام حدث في المنطقة العربية فى السنوات الماضية ولن يشبه أيضا الانتفاضات التى مضت.
على ذات المنوال فإن الطائفية وبيوتات الحكم الوراثي في السودان ستكون بلا شك اول الذاهبين الى مزابل التاريخ، وكانت البداية من الصادق المهدي بالأمس. فهنيئا لشعب السودان بداية الطريق نحو خلاصه من النظام ومن الاسر الوراثية الطائفية ومن الكثير من القيود التى ستكسر تباعا والتابوهات التى ستحرق، والمدن والولايات التى سوف تلد نفسها من جديد وتخلع عنها اثواب الماضي وتشرق من جديد. فهنيئا لمدن السودان اشراقاتها الجديدة.
#مدن_السودان_تنتفض
#مدن_السودان_تشرق
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق