الحكم للشعب : مبادئ لإنجاح الحراك السودانى للتغيير



عثمان نواي
اولا : بعد التحية لكل الشهداء والمصابين.. يجب ان نعى جميعا ان الهدف الاول هو أن تكون الكلمة الاولى والأخيرة منذ اليوم هى فقط فى يد الشارع والمواطن السوداني. الشعب الذى صنع قراره وخرج بنفسه بلا دعوة من احد ودون ان يضرب له أحد موعد. هذا الشعب يعى تماما ماهى مطالبه وماهى احتياجاته وأيضا ماهى حلوله. لذلك الان لا يجب ابدا لاى حزب سياسي او اى كيان فرض رأيه على الشعب السودانى فيما سيأتى من أحداث. كما ان البيانات التى بدأت تخرج اليوم بعد سقوط الشهداء لا تمثل الا كتابها. جماهير الأحزاب التقليدية وغيرها هم جماهير الشعب السوداني اولا، لذلك قيادة الشارع والسودان كدولة الان يجب ان تنتقل مباشرة لهذا الشعب الذى هو فى الشارع.
ثانيا : الشباب الذى يقود الحراك فى الشارع يجب ان يثق تماما فى نفسه وفى قدرته وان لا يستمع الى الذين يتحدثون عن خبرات الماضي وأنهم افهم منه بخير هذه البلاد او بمصلحته. انتم أيها الشباب في الشارع الذين تتلقون الرصاص وتقطع أيديكم بسبب شجاعتكم ورغبتكم فى إعادة رمى البمبان على الشرطة لحماية بقية المتظاهرين، انتم الشفوت الحقيقيين، وانتم الذين تصنعون هذا التغيير، فلا تسمحوا لاى صوت قيادات تعلو فوقكم. هؤلاء مدعى الخبرة والابوة هم الذين احرقوا البلد وظلوا يضيعوا كل الثورات السابقة وحتى الاستقلال لاجل مصالحهم هم فقط. الآن هذه الثورة يجب ان تنهى حق اى منهم فى تمثيل او الحديث بالنيابة عن هذا الشعب.
ثالثا : انت الان في الشارع قائد نفسك وقائد وحامى من معك وانتى قائدة وحامية من خلفك، لذلك هذه الشوارع هى التى منها يجب ان يصنع القرار. أثبتوا على مبدأ واحد وهو ان الشعب لا يريد فقط إسقاط النظام… كلا بل انه من الان ولاحقا ان الشعب يريد ان يكون هو النظام وهو الذى يحكم نفسه بنفسه ويختار موظفين لخدمته وليس حكام فوقه، فالحكم فقط للشعب . الديمقراطية هى كلمة لاتينية معناها حكم الشعب. من الآن ولاحقا لن يحق لتجار الدين من الكيزان او طائفية ولا شيوخ ولا عمائم او عبايات او عسكر ان تحكم هذا الشعب. لأن الفشل في السنوات الماضية انتزع من هؤلاء جميعا هذا الحق للأبد. فشل القوى المعارضة أيضا يجعلها أكثر ضعف من ان تعبر عن هذا الشعب. ولذلك مطلب الثوار الأول يجب ان يكون هو عودة السلطة لهذا الشعب، الذى صنع ثورته والذى ظل لسنوات طويلة يعيش معتمد على نفسه تماما، ياكل ويشرب ويتعالج على حساب نفسه، فهل سيغلب هذا الشعب ان يحكم نفسه.؟ ويقرر كيف ومن يحكمه وكيف تحل مشاكله؟
رابعا : من هنا ولى قدام ، الأصوات التي تهتف هى نفسها، هى التى سوف تصوت في اى انتخابات، وهى أيضا التى تقف فى الشارع وهى أيضا التى لدى كل منهم حساب فى واتساب وفيسبوك وقادر على التعبير عن رأيه. فهذا الحق الأساسي في التعبير بى صوتك ووجودك على الأرض هو الوحيد الذى يحمى حقوقك كمواطن، فلا تسمح لأى كان ان ينزع منك حق وجودك كمواطن واعى بحقوقو وحامى لها. واعلم ان الرغيف والبنزين وأموالك في البنوك هى حقك وليس عطاء الحاكم، ومنذ الان يجب ان تحمى حقك بأن لا تسمح لأحد ان يحكمك دون خيارك، الا من تختاره لخدمة حقوقك والحفاظ عليها. فلا تجار دين ولا عسكر مسلحين يحمون حقوقك انت فقط تحميها، فالجيش يجب ان يحمى المواطن هذه وظيفته وليس امتنان على الشعب، ولا يحق له بالمطالبة بمقابل لاداء هذا الواجب . وهذا هو يجب ان يكون الهدف وليس سواه.. استعادة السلطة في يد الشعب السوداني فقط..
خامسا : على الشباب القائد على الأرض ان لايبحث عن ان يشبه احد او ان يخشى من ان تكون النهايات تشبه احد من الدول من حولنا. فلا تبحثوا عن ميدان تحرير ولا عن سترات صفراء. هذه ثورتكم فاصنعوها كما يفرض عليكم الواقع واللحظة والظروف.
سادساً واخيرا : السودان الدولة التى كانت لم تكن تكن ابدا وطنا يحمى أبناءه بل لم يكن وطناً على الاطلاق كما هى الأوطان . لذلك الآن انتم لا تسقطون نظاما، بل تنظفون الأرض لبناء الوطن من الأساس، فلا تخافوا من ان تفتحوا الأبواب للحلم وتأسيس الوطن الحلم.. كما يريده وتريده كل منكم ومنكن.. فلا تبالوا بمن وما سبق وابنوا سودانكم الذين تريدون بلا وصاية، فأنتم فقط صناع القرار من الشارع الان.. والى صناعة الوطن الحلم..
nawayosman@gmail.com
#مدن_السودان_تنتفض

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق