لو كان رحال تيه فى الغرب لكرم بطلاً واصبح عثمان الزين سجينا

  امين زكريا ( قوقادى)

حينما رفضت روزا بارك القيام من مقاعد البيض فى مركبة عامة فانها حطمت قيدا انسانيا، قاد ذلك الى مناداة منظمات المجتمع المدنى فى امريكا بتغيير العديد من القوانين واللوائح وتعديلات فى دستور الولايات المتحدة ليس فقط للافارقة الامريكان ، بل شمل كل جنسيات العالم وحقوقهم بما فيها حرية التعبد الى مرحلة الدفن، ويمكن القول ان قوة امريكا فى تنوعها فان كنت يهوديا او مسيحيا او مسلما او هندوسيا او بوذيا او كنفوسيوشيا...الخ او بدون دين و تتحدث اى لغة او تلبس اى زى مختلف فهذا غير مهم طالما انت انسان تقوم بواجبك على اكمل وجه وتحترم القانون فتنال حقوقك على اكمل وجه.
فالغرب الذى يصفه عنصرى السودان بالكفر واليهودية والصليبية، لهو أفضل بمئات المرات منهم فى احترام الانسان كانسان، ولعل فضحية الدبلوماسى السودانى قبل عدة اشهر خير مثال- ذاك الدبلوماسى الذى ادخل يده فى صدر فتاة فى بار بنيويورك وضربها فى مؤخرتها -ذلك الفعل يعد جريمة كبيرة فى حقها كانسانه مورس معها فعل دون رضاها، حتى وان تم هذا الفعل داخل بار او الشارع العام، لذلك استعانت بالشرطة، التى مهمتها ان تقف مع المظلوم اى انها فى خدمة الشعب ذاك الشعار الذى اختفى تدريجيا فى السودان،  ليتحول فى السودان الى الشرطة ضد الشعب، وليت هذا الضد من الشرطة فقط بل شمل مؤسسات كثيرة تقاد أيديولوجيا بحركة الاخوان المتاسلمين.
منذ ان خرج للعلن مثلث حمدى الملعون اصبح دعاة العنصرية من النظام يعتقدون انهم محميين من اى فساد يقومون به سواء كان ماليا او اخلاقيا فقد تجد مسؤول الحج فى نفس الولاية يختلى باحدى العاملات ويهددها بالرفت ان لم تمارس معه الزنا، شيوخ خلاوى وتجار يغتصبون أطفالا( بنين وبنات).
ما لا يعرفه عنصرى السودان هو ان شعب جبال النوبة يعتبر واحد من الشعوب الاصيلة التى لم تختلط باى غازى سواء كان عبدالله بن ابى السرح او حملات محمد على باشا الذى كان معظم جنوده من الالبان والارناؤوط، ناهيك عن حملة الدفتردار الانتقامية،  بعد مقتل اسماعيل باشا والحكم الثنائى الانجليزى المصرى. ولقد اوصى اليونسكو بانشاء جسم فى الامم المتحدة  للشعوب الاصيلة وقد كان ذلك، كفخر للانسانية والدفاع عن حقوقهم بما فيه ممارسة حقوقهم وتقرير مصيرهم إذا احسو الاضطهاد او العنصرية.
 شعب  جبال النوبة لوحده قاد اكثر من ٢٠ حرب ضد المستعمر  و الظلم اختذلها تاريخ السودان العنصرى فى سطرين عن السلطان عجبنا والميراوى. شعب النوبة لقوته وعزيمته خاض حروبا خارج السودان وكسبها وصلت الى فرنسا والمكسيك غير الدول المجاورة كمصر وليبيا واثيوبيا ..فالجيل الموجود الان هم سلالة هؤلاء الابطال ولعلنا نتذكر البطل على عبدالطيف الذى ينحدر من اب من جبال النوبة وام من الدينكا بجنوب السودان.
شعب جبال النوبة  الذى له خصال مميزة ذكرها باحثون انثروبولوجيين بانه شعب اذا اتيحت له فرص متكافئة فسيكون الافضل دوما، وحتى المهدى الذى تنكر لجميل النوبة الذين استضافوه فى كركور بطن امك بجبال تقلى ودعموه بالرجال والغذاء وانتصروا له فى شيكان، قال قولته المشهورة( خذلنى اهل الشمال ونصرنى اهل الجبال ولولا اهل الجبال لماتت المهدية فى مهدها)، ونفس المهدى هو من سلط حملة سماها تاديبية لاصطياد هذا الشعب كعبيد للجندية و البيع من اجل دعم خزانته؟!
فاليعلم  عثمان الزين نائب رئيس الحركة الاسلامية بولاية سنار ان النوبة شعب اصيل ويفوق تعداده السبعة ملايين موزعين فى ولايات السودان المختلفة،  ولهم ما يربطهم  وجدانيا، فالضمير والعقل الجمعى لشعب النوبة يتشكل بصورة جينية وراثية، ولن يحيد عن عقلهم الجمعى الا ابن سفاح اخلاقى اوسياسى او الاثنين معا، ولقد لاحظت يا ايها الزين بام عينك وصول اكثر من الف شخص من مختلف أنحاء السودان لسنار.ولانهم شعب يحترم الاخر، فرحال تيه الذى أسئت اليه وهددته بالقتل فقط لانه ملتزم بتقديم خدمة تتطلب العدل فى التوزيع..First comes first serve ( بمعنى الاولوية فى تقديم الخدمه للذى ياتى اولا)وهى الثقافة التى يجب ان يتعلمها عثمان الزين وامثاله،.ولو كان رحال تيه فى اروبا او امريكا لكتبت كل الصحف فى صفحاتها الاولى عنه ولنال اعلى اوسمة الدولة وحوافزها...هذا الدرس العدلى والاخلاقى لتيه الذى لم يلتفت لاساءات ذلك الزين اسما والقبيح اخلاقا، حتى بعد ان ضربه او مسه على ظهره لاستفزازه.
ويبدو ان هذا الزين شوزفرينيا منغلغا على نفسه ولا يدرى تاريخ شعب جبال النوبة ومواقفهم الإنسانية، وهذا الدرس من رحال تيه باتباعه القنوات القضائية لحماية نفسه وتقديم شكوى ضد الزين..ولو كان هذا الزين بتصريحاته فى دولة عدل لعزل من كل مواقعه فى التنظيم والمنظمة وقدم لمحاكمة قد تنتهى به فى السجن مع اعتزار شفوى ومكتوب لتيه بدلا عن الانكار رغم افادات الشهود. هذه القضية تحولت الى قضية راى عام لن تقبل المجاملة او الجودية ولا ينفع معها تسوية فقه التحلل.
نامل ان ياخذ القانون مجراه رغم عدم اطمئناننا لقانون المحاباة، ولكن سنتابع هذا الامر محليا واقليميا ودوليا الى ان ينال هذا الزين جزاءه.
التحية والتقدير لكل ممثلى ابناء جبال النوبة ولجنة المحاميين والادارات الاهلية الذين اكدوا للعالم انهم يمتلكون كل عناصر القوة من ارادة وسرعة وابداع..ويوم ٢٦ يوليو ليس ببعيد. وتحياتى لابناء جبال النوبة الذين اخرجوا بيانات واعربوا عن مساهمتهم كرابطة جبال النوبة العالمية بامريكا وتضامن ابناء جبال النوبة بالمملكة المتحدة وايرلندا باروبا وغيرها...بجانب الاقلام القوية للدكتور قندول ابراهيم قندول و الاستاذ إبراهيم عباس اقور والكاتب الكبير الاستاذ عثمان نواى وغيرهم ، فلهم جميعا التحية والتقدير.
نامل ان يرى يوم ٢٦ يوليو تجمعا اكبر امام المحكمة ليس لشعب جبال النوبة فحسب،  ولكن لكل ابناء وبنات السودان الاحرار  باستقلايتهم و تنظيماتهم المدنية والسياسية، خاصة مواطنى سنار وما جاورها، ليرسلوا رسالة قوية لذاك القزم الذى يسمى عثمان الزين واى عنصرى داخل ماتبقى من وطن، فإما ان يتوقف هذا العبث العنصرى فى حده بانزال اقصى العقوبة بالمجرم عثمان الزين، او حتما ستزداد مطالب الشعب  بحق تقرير المصير، فلا احد يرضى ان يعيش فى بلده مواطنا من الدرجة الثانية.

ولا نامت اعين الجبناء

امين زكريا ( قوقادى)
باحث واخصائى اجتماعى وانثروبولوجى
mindabo@hotmail.com

امريكا ٢٢ يوليو
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق