recent
أخرالاخبار

الصفحة الرئيسية

تحليل المشكلة السودانية وابعادها
طرابلس/ليبيا 26/11/1999
اولا التحية للسودان الشامخ فوق كل المغامرات والنذوات العبثية والاطماع الشخصية والدجل
الفارغ والتحية للشعب السودانى الصابر على المحن والاجلال لشهداء الخبز اليابس والــــراى
والنضال والاجلال للدايمقراطية والوحدة.
كلنا نعلم بان اى مشكلة لها اسباب وابعاد ولمعالجة اى مشكلة علاج جذرى لابد من قـــــــراة
متانية ودقيقة وامينة وجريئة للاسباب التى ادت الى تفجر هذه المشكلة بواقعية وشفافية وجراءة
وصدق وصراحة وشجاعة .
فى نظرى المتواضع كمواطن سودانى بسيط يعيش فى الخضم اليومى لمشكلات السودان فان
للسودان مشاكل عديدة ومتشابكة وسوف احاول ان اضع اضاءة شفافة فوق الجراح فــــــــــوق
الجروح النازفة فوق صدر الوطن المستباح فعذرا للذى يخالفنى الراى فليكن الخلاف فكـــــــرى
وليس على الوطن واستقراره وعذرا اذا جاءت الافكار غير مرتبة
مشكلة السودان الكبرى تتمثل فى هيمنة جهات وافراد بعينهم على كل المفاصل فى جسد البلـــــد
منذ ما قبل الاستقلال والى الان مع العمل بكل الوسائل لابعاد الاخرين وتهميشهم وحـــــــرمانهم
من حقوق اساسية عديدة وتصنيفهم كااقليات لاحقوق لها سوى بعض الفتات احيانا لتجميل قبـــح
فاضح كانهم وافدين لهذا الوطن من خارج الحدود او من مخلفات سيول الخريف هذا واقع الحال
وديدن كل الحكومات التى مرت على سدت الحكم وكذلك كل النخب وانسحب ذلك على السلـوك
العام لبعض افراد الشعب الذين يعتبرون انفسهم (اولاد بلد) هذه الحالة المشينة فى جبين الوطــن
والاستعلاء الفارغ من اى مرتكز ولد غبن ومرارت لدى الاخرين فجاءت ردت الفعل عنيفــــــة
جدا بلغة الرصاص والمدافع من جنوب الوطن ولاحياة لمن تنادى سوى من بعض المعالجــــات
الفوقية فاتسعت رقعة الحوار بالرصاص بعد انتفاضة ابريل وخلال الدايقراطية التى اعقبــــــت
الانتفاضة لتشمل جبال النوبة والنيل الازرق والحبل على القارب فاتسعت الجروح النازفـــــــة
فاتسعت دائرة الماساة اجتماعيا واقتصاديا وانسانيا وبئيا انها ماساة وطن يتمزق بلا وجيــــــــع
حوارالبنادق والرصاص ارغم  هذه النخب للاعتراف باستحياء بالمازق وليس المسؤلية  وبكل
اسف ليس لديهم ارادة قوية وشجاعة لطرح حلول جذرية لانهاء الصراع  والاعتراف بشجاعة
بالمسؤلية التاريخية والاخطاء بل تحاول ان ترمى باالفتات كالعادة والحلول الفوقية الانيـــــــــة
فدعونى هنا ان اتكلم بصراحة ووضوح فاذا لم يكن كذلك فلن نعالج اى مشكلة وسياتى علينا يوم
نبكى على السودان الذى كان .
فهذه النخب والفئات قسمت السودانين لعرب اولاد بلد وعبيد ورطانا وحلب وفلاته وما الى ذلك
فهولاء المستعربين اى من يسمون انفسهم بعرب اولاد بلد واقول مستعربين واشدد على ذلـــــك
فالعروبة فى ادبيات القومين والبعثين هى(وحدة اللغة والثقافة والجغرافية  والمصير المشتــرك)
ولكن فى ارض الواقع وفى الشارع العام لدى عامة الشعب العربى  فالعروبة لديهم من منظور
عرقى اى مسالة عرق وهذا ليس افتراء على هذه الشعوب بل من واقع عشته فى بلدين عربين
فهولاء السودانين المستعربين خارج السودان وبالاخص فى البلدان العربية هم سودانين ولكن
فى السودان فلا فهم عرب اولاد بلد وهنا تحضرنى طرفة حيث كنا فى دولة عربية ووقتها لم
يكن السودانين بكمية كبيرة فى هذه الدولة وكان الواحد عندما يرى او يقابل سودانى يقول الليلة
لاقايت ودنوبة يعنى سودانى وطرفة اخرى فى بلد عربى اخر كنا مجموعة سودانين فى جلسة
ونسة نتناقش فى هموم البلد فجات المناسبة للكلام عن الهوية وفى النقاش قال احد الاخوان
الجنوبين للحضور نحن كلنا هنا عبيد خلى واحد فيكم  يطلع الشارع ويقول انا عربـــــى
او ودبلد فضحك الجميع
هذة النخب حسمت مسالة الهوية لوطن قارة كالسودان بانه عربى مسلم وهذه مسالة شائكـــــة
ومعقدة ومثيرة للجدل وهنا نتسال ما  المعيار هل هو سيطرتهم على مفاصل الامور فى حين
ان الخارطة الديمغرافية للسودان تقول بان الغير عرب هم الغالب فهل هذا يعنى بان السودان
افريقى  نعم اغلب السودانين مسلمين ولكن هناك مسيحين ووثنيون ولادينين ومعتنقى كريم
المعتقدات فكل هذه النخب تعى تماما كل ذلك فان كانت الممارسات عن جهل سنجد لهم العذر
ولكن الممارسات مع سبق الاصرار والتعصب فان كان لهذه النخب النية الصادقة والجراءة
والارادة والشجاعة لتغير هذا الواقع المشين بوعى وتجرد وصدق سننعم بسلام اجتماعـــــى
يقود للتنمية والازدهار والرفاهية لان الذى يجمعنا كسودانين اكبر من ما يفرق بيننــــــــــــــــا
تركيز الثروة والخدمات فى مراكز بعض المدن افرغ الريف من سكانه (من المفترض
بالريف ان يكون منتج ويساهم فى توفير احتياجات البلاد من المنتجات الزراعية والحيوانية
ويساهم فى الصادر الذى يدعم اقتصاد البلد) بهجرت سكان الريف لاطراف المدن وممارستهم
اعمال هامشية مما يتسبب فى مشاكل اجتماعية وثقافية وعرقية لعدم توفر سلام اجتماعـــــــى
من اكبر المشاكل الفقر فى بلد يزخر بالثروات الغير مستقلة لعدم وجود استقرار سياسى ورؤى
من اكبر المشاكل التى اعتبرها ام المشاكل الجهل والامية وعدم الوعى  وهى اساس كل المشاكل.
ناتى للاحزاب فهى جزاء من مسببات مشاكل البلاد فجل الاحزاب السودانية لاتملك رؤى وبرامج واضحة المعالم وحتى افكار سياسيا اقتصاديا اجتماعيا ثقافيا ليس لديها برامج واقعية
تعالج المشكلات والمعوقات بشافية فتكوين هذه الاحزاب اما طائفى او جهوى اواقليمى او دينى
او عرقى او من خارج الحدود فهذه الاحزاب عندما تتحصل على مقاعد برلمانية فى الانتخابات
ليس لانها طرحت برامج اقنعت الناخب بل نتيجة للولاءت الضيقة (فلذلك وعى الناخب ضرورى) وعندما تاتى للسلطة تكون الممارسة غير سليمة لا اقول فاسدة لانه لا مجال للفساد
فى ظل الدايقراطية لان معظم هذه الاحزاب لاتمارس الديمقراطية داخل تنظيمها فكيف سيكون
التعامل مع محيطها الخارجى فتدخل فى دوامة لامنتهية فى مكايدات ومهاترات سياسية داخلها
او مع الاحزاب الاخرى فتنصرف عن الهم الاساسى فتعطى مبرر للعسكر لاجهاض الديقراطية
على صهوة الدبابات ياتون دون برنامج او رؤية فيترنحو يمينا ويسار ويجربون نظريات غير
واقعية دون رقيب فينمو ويكبر الفساد
الديقراطيات التى مرت على البلد لم تاخذ فرصتها فالديقراطية قابلة للتطور اخر ديقراطية قامت
الجبهة الاسلامية بقتلها وكان العسكر هم الاداءة فالجبهة اجهضت مع مماطلة حزب الامـــــــة
اجماع كان سيؤدى لسلام ووقف نزيف الحرب بهذا الانقلاب لتعطيل اتفاقية السلام السودانيــة
(الميرغنى/قرنق) لصالح ما سمى بالتوجه الحضارى لا لصالح البلاد والعباد فانزلقت بالوطن
الى ظلمات الجب السحيقة ففشل هذا التوجه المسمى حضارى والشواهد صارخة الكل يعرفها
فنسفت رصيد شعبى لاباس به كانت قد اكتسبته فى ظل الدايقراطية التى قتلتها عندما كانت فى
المعارضة فسكبت البنزين فى نار مشاكل السودان فصبغت الحرب بصبغة دينية ومارسة شوفينية دينية وعرقية بالجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق فولد ت اشياء جديدة غير الغبن
الموجود اصلا لدى انسان هذه المناطق مهما عولجت سوف تنفجر مرة اخرى فكيف لنا ان نعالج
هذه المشاكل فوفق رؤيتى المتواضعة اجملها فى النقاط التالية
1/ المواطنة اساس للحقوق والواجبات فى ظل وطن ديقراطى موحد
2/الاعتراف بالتنوع العرقى والدينى والثقافى واحترامه واعتباره مصدر قوة للامة
3/نظام حكم فدرالى واسع الصلاحيات يراعى التفاوت فى ثروات الاقاليم المادية والثقافية والاجتماعية والطبيعية والسياسية
4/ القضاء على سلوك الاستعلاء والتهميش بالوعى لا بالقوانين فهى لاتغيرهذا السلوك طوعا
5/نشر الوعى السياسى والمعرفى والاجتماعى وهذا يجب ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدنى
والفنانين والمتطوعين والاحزاب على الاقل وسط قواعدها والمحيط الذى تعمل فيه
6/ ادخال مادة التربية الوطنية مجددا من مرحلة الاساس وفق محتوى يعالج كل ماسبق زكره
7/ مراجعة تاريخ السودان المقرر فى التعليم ليشمل كل تاريخ السودان لاحصره فى حقب معينة تلبى رغبات النخب واهدافهم
8/ تنمية متوازنة تساهم فى رقى الريف حتى نوقف نزيف الهجرة من الريف
9/ التوزيع المتوازن للثروة والخدمات
10/ التمثيل العادل لكل فئات الشعب السودانى فى مراكز القرار
11/على الاحزاب ان تعيد صياغة نفسها من جديد وفق برامج ورؤى علمية لتكون احزاب عصرية تمارس الدايقراطية داخلها بوضع لوائح تنظم عمل الحزب وكيفية انتخاب القيادات فى المستويات الكل وتعالج مسائلها الداخلية بشفافية وديقراطية مع احترام هذه اللوائح والنصوص وتطوير برامجها المطروحة لتكون واقعية وبعيدة النظر لمعالجة جل مشاكل السودان وان لا يؤسس حزب على اساس طائفى او دينى أو عرقى او قبلى او جهوى احزاب بالكيفية التى ننشدها ستكون حصن متين للدايقراطية من مغامرات العسكر ولنمو وتطور البلد
12/ وضع قانون للاحزاب يتضمن ماسبق زكره فى النقطة السابقة
13/ وضع قانون انتخابات يراعى ماقد سبق ذكره
14/ الجيش يجب ان يكون قوميا ومهنينا وبعده عن السياسة والتفرغ لتطوير نفسه
15/على الجبهة الاسلامية القابضة على السلطة ان تذعن ولو مرة لصوت العقل وتتخلى عن طرحها الهلامى لصالح الوطن وتفسح المجال لتشكيل حكومة انتقالية وطنية ذات قاعدة عريضة
لصياغة شكل جديد للدولة السودانية يلبى تطلعات وامال كل المواطنين
أخيرا فليبقى السودان مرسوم فرح دوما فى قلوب الكل (نوبة وزنوج وبجه وحلب وفلاته ورطانة)(كما قال حميد) فلنكن سودانين داخل السودان وخارجه متحابين ومتفاهمين على وطن فوق اطماع اى مغامر وفوق كل انتماء ضيق قبلى دينى عرقى طائفى حزبى جهوى لنبنى الامة
السودانية المتعافية من كل الامراض القديمة لنلحق بركب الامم الراقية
عبدالرحمن غزالى
طرابلس
26/11/1999
google-playkhamsatmostaqltradent