الكنداكة الكوشية أماني ريناس.. التي حمت مملكتها من الخضوع لإمبراطورية روما

الصفحة الرئيسية

 

ملكة كوش أمانيريناس استمر حكمها من 40 قبل الميلاد إلى 10 قبل الميلاد (شترستوك)  

قد لا نعرف كثيرا من المعلومات عن ملكة كوش العظيمة أمانيريناس التي حكمت إمبراطورية ممتدة في القارة الأفريقية خلال فترة حساسة من الزمان، إلا أنها اشتهرت بأنها تمكنت من الانتصار على إحدى أعظم إمبراطوريات الأرض في ذلك الوقت، وفازت على قيصر روما وحمت بلادها من الاحتلال بعد وقت قصير من احتلال الإمبراطورية الرومانية لمصر.

وعلى الرغم من استمرار نفوذ روما عدة قرون على بقاع واسعة من الأرض، فإن سيادة مملكة كوش أمام هذا الامتداد لم تهتز خلال عهد هذه الملكة الجريئة التي استطاعت أن تحقق ما لم يحققه كثير من القادة الذكور في ذلك الوقت.

قد لا نعرف كثيرا من المعلومات عن ملكة كوش العظيمة أمانيريناس التي حكمت إمبراطورية ممتدة في القارة الأفريقية خلال فترة حساسة من الزمان، إلا أنها اشتهرت بأنها تمكنت من الانتصار على إحدى أعظم إمبراطوريات الأرض في ذلك الوقت، وفازت على قيصر روما وحمت بلادها من الاحتلال بعد وقت قصير من احتلال الإمبراطورية الرومانية لمصر.

وعلى الرغم من استمرار نفوذ روما عدة قرون على بقاع واسعة من الأرض، فإن سيادة مملكة كوش أمام هذا الامتداد لم تهتز خلال عهد هذه الملكة الجريئة التي استطاعت أن تحقق ما لم يحققه كثير من القادة الذكور في ذلك الوقت.

يأتي ذلك بعد أن كانت النوبة السفلى منطقة متنازعا عليها بشدة قبل الاحتلال الروماني واليوناني لمصر. وتوسعت الممالك النوبية والمصرية وتقلصت على مدى قرون، حيث قاتلوا من أجل السيطرة على المعادن الثمينة والحيوانات والعبيد في المنطقة.

معارك ضارية رغم عدم توازن القوى

كانت روما قد ضمت مصر كمقاطعة مهمة لمملكتها بعد معركة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر مناطق الإمبراطورية الجديدة أهمية، لأنها زودت روما بوفرة من الحبوب.

وفي تفاصيل المواجهة بين روما ومملكة كوش في عهد أمانيريناس الواردة في المصادر التاريخية، فقد قادت الملكة النوبية جيشا قوامه 30 ألف جندي لمحاربة الرومان، وذلك لوقف زحفهم بشكل استباقي بعد توغلهم في مصر وصولا لأقصى جنوبها.

كان هدف الكنداكة الكوشية من المعركة هو إبعاد الرومان عن مملكتها وطردهم من مدينة أسوان المصرية لضمان عدم المساس بمملكتها وحركات التجارة، فشنّت بجيشها هجوما مفاجئا على القوات الرومانية في جنوب مصر.

ردّ الحاكم الروماني لمصر آنذاك جايوس بترونيوس على الغارات بغزو مملكة كوش حوالي عام 22 قبل الميلاد، وتدمير مدينة نبتة. لكن لم تهتز أمانيريناس لهذه الخسارة، وخرجت بجيشها مجدداً للانتقام، واستمرت الحرب بين الجهتين حتى عام 21 قبل الميلاد.

مفاوضات ومكاسب مملكة كوش

بعد استنزاف كلا الجيشين، أرسلت الملكة النوبية مراسيل لقائد الجيش الروماني للتفاوض، وبالفعل فازت من جانب روما بتنازلين مهمين: الأول كان إلغاء الضريبة على مروي، والثاني هو أن الاحتلال الروماني سينسحب حتى حدود مصر تقريبا ولن يواصل التقدم.

وفي حين أن تفاصيل هذه المعاهدة تظل غير واضحة، تشير الأدلة التاريخية إلى أن مقاومة أمانيريناس أدت إلى مكاسب لمملكتها، رغم بعض الخسائر العسكرية.

وبعد الصراع، تمكنت مملكة كوش بقيادة أمانيريناس من صد الامتداد الروماني، وتجلت سيطرتها على الشروط في كسب احترام امبراطورية روما في محادثات السلام، وزيادة التجارة بين روما ومروي لاحقا.

تمثال رأس القيصر

كما استولت أمانيريناس على عدد من التماثيل من مصر بعد الانتصار، من بينها تماثيل لأغسطس قيصر، أحدها ما يُعرف اليوم بـ"مروي هيد" أو "رأس مروي" الشهير الموجود في المتحف البريطاني.

وكان من بين الأدلة الرئيسية على الغارات المروية ضد الرومان العثور على الرأس البرونزي لأغسطس قيصر مدفونا تحت درجات معبد مخصص للنصر في العاصمة الكوشية مروي.

ويشير موقع الرأس الذي تم كسره من التمثال الأصلي ووضعه عمداً عند أقدام المارين بالمعبد، إلى كونه تذكيرا دائما بانتصار الملكة على الحاكم الروماني القوي. كما تم تزيين المعبد في مروي برسومات للسجناء الرومان والملكات النوبيات المنتصرات.

وعلى الرغم من سقوط وانهيار ممالك كوش في نهاية المطاف بحلول عام 350 ميلادي تقريبا، فإن الكنداكة أمانيريناس حفظت إرثها في التاريخ كواحدة من الشخصيات القليلة التي قاومت الحكم الروماني وتفوقت عليه.

مواقع


google-playkhamsatmostaqltradent