الي جماهير الشعب السوداني الأبي
..
نحييكم تحية الثورة الخالدة ، وتحايا خاصة
للكنداكات والشباب الثائر الذي قاوم كل أساليب قمع نظام الإسلام السياسي المتهالك.
لقد ظلت قوى التغيير الشامل والتي تتكون
من مجموعات الهامش السوداني مرابطة في الصفوف الأمامية للحراك الشعبي منذ إندلاعه في
ديسمبر 2018م، وإستمرت حاضرة تواجه قمع أجهزة النظام البربرية ومازالت في الصفوف الأمامية لكي تحقق الثورة كل أهدافها المتمثلة في تكوين إدارة
مدنية تضطلع بمهام الإنتقال الديمقراطي الكامل بإجتزاز كل آثار نظام الإنقاذ الذي ظل
جاسماً في صدور شعبنا لثلاثة عقود.
لقد شهدت الآيام الماضية حراك وجدل سياسي
بين القوى المدنية والمجلس العسكري الذي إستولى علي السلطة بعد إزالة نظام الرئيس المخلوع
عمر البشير وتم أخيرأ تكوين لجنة من القوى
الموقعة علي إعلان الحرية والتغيير للتفاوض مع المجلس العسكري علي الترتيبات الإنتقالية
بما فيها تكوين المؤسسات التي سوف تقوم بإدارة الفترة الإنتقالية ومجلس سيادة ومجلس
وزراء ومجلس تشريعي.
نحن في قوى التغيير الشامل لم نفوض أحد للتحدث بإسمنا ونعتبر اللجنة المناض بها
التفاوض صفوية تعكس شكل السودان القديم حيث تُحتكر فئة النخبة النيلية الوسطية إتخاذ كل القرارات ، مهمشة أغلبية السودانيين وبالتحديد
مناطق الهامش السوداني. تلك هي الأسباب التي أدت الي إندلاع الحروب منذ 1956م وأفضت
الي إنفصال الجنوب وفي الأونة الأخيرة شردت الملايين من دارفور، جبال النوبة والنيل
الأزرق. حيث لا تزال الحروب وحالة الإنقسام مستمرة.
ونحن نرى أن أي إتفاق بين الأطراف التي
تتفاوض حالياُ يتجاهل الأغلبية المهمشة والتي ظلت في الصفوف الأمامية في مواجهة نظام
الإسلام السياسي العنصري منذ ثلاثة عقود سيكون إتفاق ناقص وغير ملزم لنا بل سوف يزيد
من حدة الإستقطاب والفرقة ولا يعكس مظاهر الوحدة التي عكستها لوحة الإعتصام أمام قيادة القوات المسلحة والتي مثلت
كل الوان طيف السودان بكل أقاليمه.
نحن لا نسعى الي مناصب ومخصصات لكننا نرى
ضرورة تجاوز مظاهر السودان القديم وممارسات الإقصاء التي عمقها نظام الإنقاذ البائد.
كما نرى ضرورة أن تكون قضايا الهامش في قلب برنامج المرحلة الإنتقالية وذلك يشمل مناطق
النزاعات والقضايا تتمثل في الآتي:-
ضرورة إيقاف الحروب بالتوصل الي إتفاقيات
سلام شاملة وعادلة.
ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الإبادة والقتل
ضمن برنامج عدالة إنتقالية تشمل المحاسبة وتعويض الضحايا.
إكمال برامج الدمج والتسريح لقوات الحركات
المسلحة.
ضرورة إجراء إحصاء سكاني شامل يتم علي أساسه تقسيم الدوائر الانتخابية.
مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية في تلك
المناطق .
أي محاولة لإختصار الفترة الإنتقالية دون
معالجة قضايا مناطق النزاعات والتسرع في إقامة إنتخابات ناقصة تقصي شرائح من الشعب
السوداني في الهامش تزيد من حدة الإنقسام وسوف يكون لها نتائج سئية العواقب لوحدة وإستقرار
السودان.
نود أن نأكد مرة أخرى أن قوى التغيير الشامل
كانت ومازالت فصيل أساسي في مقاومة نظام الإنقاذ وبقاياه وتمثل شرائح كبيرة من المجتمع
السوداني. نأمل أن تعمل كل القوى التي قاومت النظام بوحدة وإنسجام حتي تغيًب الفرصة
علي قوى الثورة المضادة وأزيال نظام الإنقاذ الذي يستثمر في الخلافات وتعميقها.
عاش كفاح الشعب السوداني
إعلام قوى التفيير الشامل
27 أبريل 2019م