المقاطعة سلاح الجماهير (1)

عقب مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا له رئيس نظام الإنقاذ بعد هبة سبتمبر 2013م، أصابت جماهير شعبنا خيبة أمل جراء مخرجات الحوار التي لم ترق لطموحه. وبإعلان انتخابات 2015م دون استيفائها حقها ومستحقها كادت تتمزق الجماهير من الغضب والغيظ والقهر لما قام به نظام البشير من تحد وتماد في تجاهل تطلعات الشعب السوداني ورغباته، ولم يكن أمام القوة اللسياسية الجاهزية التي توفرت لها في هذه الأيام من عمر الثورة، فلجأت إلى المقاومة السلمية شاهرة سلاح المقاطعة لانتخابات 2015م بكل مستوياتها وبإعلان المقاطعة دخلت تورة الشعب مرحلة جديدة إذ استطاعت الجماهير أن تحول الإحباط والقهر لانتصار كبير وكانت المقاطعة خطوة عظيمة منحت الشعب الثقة بنفسه، وفضحت نظام الإنقاذ أمام العالم فكانت المقاطعة حدث عالمي تصدر عناوين الصحف والأخبار العالمية.
مقاطعة المؤسسات والهيئات الداعمة لأعداء الشعب هي مقاطعة لأعداء الشعب نفسهم. فمقاطعة المؤسسات الإعلامية التي تروج لوعي زائف يخدم مصالح الرسمالية الإسلوربوية التي جثمت علي صدورنا ثلاثة عقود يعني استئصال شريان الحياة الداعم لأعداء الحرية والتغيير، وأن من يسخر من اختزال القيم الكبيرة التي ينادي بها تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير في مقاطعة صحيفة سياسية أو قناة تلفزيونية أو مؤسسة انتاجية إنما يسخر من نفسه، فهذه المقاطعة فضحت انتخابات البشير في 2015م وعرت نظامه وأظهرت عورته للعالم، كما أنها ألهمت الثوار الثقة وبينت لهم ضعف الجلاد وبطانته فكانت خير زاد لثورة 19 ديسمبر المجيدة.
إن مقاطعة الصحف التي تنقل أخبار السلطان وتزين ممارساته الشيطانية، وتسب الثوار وتنعتهم بأقبح النعوت، بالامتناع عن شراء نسخها الورقية والاشتراك فيها والامتناع عن نشر الإعلانات ومدها بالمعلومات هو دعم للثورة وإصابة أعداء الشعب في مقتل فبالامتناع عن الشراء نجفف مصادر تدوير ونشر أفكارهم المسمومة لينتظروا ولي نعمتهم الذي جفت خزائنه جراء الصرف على آلته القمعية التي ثبت له عدم جدواها، ومحاولة العودة للإعلام المضلل.
إن المقاطعة بإلغاء الإعجاب والمتابعة لصفحاتها بالفيسبوك وتويتر وجميع المواقع تزعزع ثقة أعداء الشعب الزائفة في أنفسهم وتسحقهم أدبياً واجتماعياً وتضعهم في خانتهم الحقيقية، لذلك جاءت مقاطعة صحيفة المجهر السياسي وألوان ومقاطعة متابعة ما يقدمه رؤساء تحريرها من برامج تلفزيونية أو إذاعية.
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق