المناضل جعفر خضر: أخرجوني من مسجد السجن ومنعوني من صلاة الجمعة بتوجيهات من فوق


المناضل جعفر خضر: أخرجوني من مسجد السجن ومنعوني من صلاة الجمعة بتوجيهات من فوق
جهاز الأمن يستخف بالنيابة ووكلاء النيابة
جهاز الأمن الذي يتحكم في نيابة الطوارئ والشرطة نفذ فينا عقوبات استباقية

جعفر خضر

*
اعتقلني عدد من الرباطة يوم الخميس الأول من أمس (28/3/2019) حوالي 1 ظ من السوق وأخذوني في عربتهم وذهبوا بي إلى القسم الأوسط . فقررت أن أفتح فيهم بلاغ ، حاولوا منعي ولكن ضابط شرطة محترم قال لهم من حقه أن يفتح بلاغ .. انتو اعملوا إجراءاتكم وهو يعمل إجراءاتو .. ووجهني بالذهاب للنيابة لكتابة عريضة.

ذهبت للنيابة برفقة الأصدقاء حسين طه وود جادين ، وهي قريبة من القسم الأوسط ومنعني أحد الرباطة من دخول النيابة وأمرني بالعودة إلى القسم الأوسط ، سألته عن هويته فقال : أمن . طلبت منه إبراز بطاقته فرفض . تدخل أحد وكلاء النيابة وسمح لنا بالدخول .

كتبت عريضة وذهبت لوكيل النيابة ، تدخل الملازم أول أمن/ علي إسماعيل (ده حرامي متخصص في نهب ممتلكاتي) وأمر أفراده بإخراجي بالقوة من النيابة ، ودفع أحدهم الكرسي المتحرك بقوة أمام وكيل النيابة وعلى مرأى ومسمع من الكثيرين ، ولكن وكيل النيابة أشّر العريضة ، واستلمنا العريضة وذهبنا بها للقسم الأوسط بحراسة شرطي . وأدليت بأقوالي للمتحري .

ثم تم تعطيلي ـ في القسم الأوسط ـ بدون مبرر حتى حوالي الثالثة والنصف عصرا ثم طلبوا مني امتطاء عربة برفقة المعتقلين محمد آدم ومصطفى محمد محمود ، ولم يخبرونا بوجهتها إلا بعد إلحاح مني بحقنا في معرفة وجهتنا ، فعرفت أن وجهتها سجن القضارف .

دخلت سجن القضارف للمرة الأولى ، وعرِفت من الملازم النبطشي المهذب أن بلاغ شغب مفتوح ضدي ، وأنني معهم بحالة انتظار لمدة يومين ، وشرح لي الانتظار يعني أنك "أمانة" لدينا ثم نعيدك للقسم الأوسط بعد يومين .

ولكنني أعرّف الانتظار من سياق حالتنا بأنه عقوبة استباقية يقررها جهاز الأمن ، بتآمر مع نيابة الطوارئ ، التي زاغ وكيلها مساء الخميس ليحول دون خروجنا بالضمان ، وللأسف تتواطأ قيادات من الشرطة مع الأمر .

يعمل جهاز الأمن الذي يتصرف خارج القانون والأعراف والذي فاقت قباحته كل التصورات ، يعمل على أن "يشيّل الشرطة وش القباحة" ، وبعض منسوبي الشرطة على استعداد .

*
بت في سجن القضارف وقضيت صباح الجمعة هناك ، وعندما أذّن الآذان لصلاة الجمعة ، ذهبنا إلى مسجد السجن ، ودخلت المسجد بمساعدة من المساجين الكثر الذين تطوعوا زرافات ووحدانا للمساعدة برحابة صدر وعن طيب خاطر ، عبرت عتبة الباب محمولا على سواعد المساجين ، دخلت وتوقفت في الصف الثالث جوار الحائط ، فجاء أحد أفراد الشرطة وأخرجني من المسجد وذهب بي للجانب الآخر من السجن .

وقال لي الصول: ممنوع أن تذهب إلى ذاك الجانب من السجن .

أنا: لكنني أريد أن أصلي
الصول: صلي بي جاي
أنا: لكن صلاة الجمعة يفترض تؤدى في جماعة
الصول: ممنوع
أنا: وهل تتحمل هذا الوزر يوم القيامة
الصول: ممنوووع ، جاتنا توجيهات من فوق

لقد انتهى مشروعهم الحضاري الإسلامي بمنع الناس من أداء صلاة الجمعة بالقوة العسكرية !!

*
عند حوالي الثالثة عصرا أعادوني للقسم الأوسط لعدم توفر مراحيض صالحة للاستخدام بالنسبة لي ، ومن القسم الأوسط ذهبوا بي إلى المستشفى وطلبت من الطبيب أن يكتب على الروشتة توفير دبليو سي صالح للاستخدام.

وخوفا من وقفة احتجاجية كانت ستتم مساء الجمعة أمام القسم أطلقوا سراحي.

*
الهمة التي ساعدني بها الشباب المساجين بسجن القضارف تدل على طاقة الخير الكبيرة التي تملأ جوانحهم . لا شك أن كثيرين منهم أبرياء ، ومن جنح منهم فعلى الأرجح أنه يعيش في ظل فقر مدقع أو في ظروف اجتماعية سيئة أي أنهم أبرياء في نهاية المطاف ، هذا لا يمنع وجود مجرمين ؛ لكن المجرمين الحقيقيين هم منسوبو الأمن الذين قتلوا تسعة من مواطني القضارف في 20 ديسمبر الماضي والذين يتلاعبون بالدقيق والجاز والغاز وغيره ؛ المجرمون الحقيقيون هم مسئولو القضارف وحكامها الذين نهبوا الولاية وعدموها نفاخ النار .

ونستعين بمحجوب شريف ونقول للمساجين المساكين الممتلئين بطاقة الخير والذين اضطر بعضهم في ظل الضنك لأخذ ما أخذوا ..

حليلك بتسرق سفنجة وملاية
وغيرك بيسرق خروف السماية
فى واحد بيسرق تصدق ولاية !!
دا أصل الحكاية وضروري النضال

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق