recent
أخرالاخبار

المؤتمر الصحفي المرتقب لتجمع المهنيين : بين تحديات التصعيد وردود الفعل

الصفحة الرئيسية
بقلم عثمان نواى
ما تسمى بمبادرة مجموعة ال ٥٢ او الإصلاح والسلام والتى تشمل اكاديمييين وسياسيين سابقين ابرزهم الجزولى دفع الله رئيس حكومة ما بعد انتفاضة ١٩٨٥، قامت بمؤتمر صحفى بالأمس داعية الى حكومة انتقالية تديرها كفاءات وطنية. وتحدثوا عن مبادرة اتصلوا بالقوى السياسية ومنها تجمع المهنيين للتوقيع عليها. لكن التجمع أصدر بيانا ينفى اى تنسيق مع هذه المجموعة. فى المقابل نجد ان التجمع والقوى الموقعة عليه أعلنوا عن مؤتمر صحفى الأربعاء، يتوقع ان يتطرق الى مآلات الحراك الراهن والنقطة القادمة من التصعيد للوصول الى غاية إسقاط النظام والبداية فى بناء الدولة الوطنية.
ربما من اهم أسباب تأخر سقوط النظام فى الشهرين الماضيين ليس فقط صعود وهبوط موجات الحراك بل هو ثقل المهمة. ان الثورة الحالية من المطلوب ان ارادت صناعة تغيير حقيقي ان تعمل ببطء لكى تنجز عملية حرث وتنظيف الارض التى انبتت النظام والكيزان وغيرهم ،حتى لا نجد السودان فى مواجهة مع ذات الأمراض مرة أخرى. لذلك من الضرورى فى المؤتمر الصحفى ان يضع تجمع المهنيين والقوى المنضوية تحته رؤية واضحة للمسار المتصاعد للضغط على النظام. حيث ان الشارع لا يقبل المساومات والتنازلات التى لا ترقى لمقدار التضحيات. الخروج الى العلن بمؤتمر صحفى كان أمرا مطلوبا من التجمع منذ وقت طويل، ولم يكن يجب ان يكون ردة فعل. ولكن اما وقد حان الوقت للحديث فإنه من الواجب الان التعبير بصوت واضح عن خطوات مقبلة تغلق الطريق على هذه المبادرات وهذه المجموعات وغيرها فى محاولة القفز على ما يبدو أنه فراغ سياسي فى التخطيط لما هو قادم.
من المهم جدا أيضا الإشارة الى ان تجمع المهنيين أمام تحدى الان فهو ، من جهة محل ثقة غير مسبوقة من قبل الشارع الثائر. لذلك هذه الثقة تستوجب اتخاذ موقف غير سياسي بقدر ما انه موقف قيادى لقوى الشعب السوداني الثائر. اى ان التجمع عليه ان يختار تمثيل مصالح ومطالب الشعب السوداني وليس اى أجندة حزبية. هذا الموقف يتطلب الوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية الحزبية والضغط عليها جميعا للوقوف مع مطالب الشعب السوداني. وعليه فإن الجدول الذى يجب ان يضعه التجمع فى الأيام المقبلة والتزاما بالشفافية، يجب أن لا يشمل فقط التظاهرات، بل أيضا يجب ان يشمل نقاش مفتوح حول أساليب التصعيد الممكنة. خاصة وان هذه الثورة التى لا تشبه ما سبقها، فان نهايتها لن تشبه ما سبق. لذلك من الواجب فتح حوار لمعرفة التوجهات الشعبية على الارض حتى يتم تقرير مسارات تصعيد ناجحة وقابلة للتطبيق. لاتتجاوز استعداد الناس للتنفيذ ولا تفوت اى فرص ممكنة نحو التصعيد والضغط الناجح على النظام وصولا الى اجباره على السقوط. ان المرحلة القادمة هى المرحلة التى تتطلب مشاركة أوسع من الجميع فى صناعة فعاليات الحراك المقبل حتى يتزايد الضغط على النظام وتنقطع عنه كل سبل الاستمرار.
nawayisman@gmail.com
google-playkhamsatmostaqltradent